ريتشارد فوستر الجورو البروتستانتي





ريتشارد فوستر له كتاب مترجم (فرح الإنضباط) وإسم منتشر جدًا بين الإنجيليين الناقطين بالعربية، ويروج له أوسم وصفي بشدة. لكن من هو فوستر؟ 

ريتشارد فوستر من هرطقة الكويكرز Quakers والتي تعلّم بالآتي: 

يسمون كنيستهم أو إجتماعهم جمعية الأصدقاء. 
ليس لديهم أية إعترافات إيمان بما في ذلك نيقية وخلقدونية. 
الله (النور) موجود في كل إنسان. 
كل شخص قادر على اختبار الله والإتصال به مباشرة وبدون وسيط. 
لهذا لا يوجد لديهم شيوخ أو قسوس أو طقوس أو ترتيبات عبادة. يجلسون في مقابل بعضهم ويمضون فترات طويلة في الصمت لسماع صوت الإله من الداخل (وليس من الكلمة أو الوعظ). ومع هذا يمكن لأي طفل أو مراهق أو شيخ أن يقف ليلقي كلمة. 
ليس لديهم وعظ بل يحدثون بعضهم البعض من خلال الإختبارات testimonies ، إختبار كل واحد فيهم مع الله (أو الإله) الذي في داخله. 
سماع صوت الله الذي في داخل كل إنسان يتطلب الصمت والتخلص من المشتتات. 
يستعملون مصطلحات مثل الطاقة الإلهية divine energy، والروحانية spirituality .
الكتاب المقدس مصدر هام للحق ولكنه ليس المصدر الوحيد المعصوم، والإعلان مستمر ولم يتوقف بعد. 
الخلاص يكمن في أن تحيا نموذج المسيح الذي عاشه على الأرض، فالمسيح لهم مثال أخلاقي. 
الجميع سيخلصون في النهاية. 

لم نسمع أن فوستر حول طائفته أو غير معتقده. كما أن الكاتب الذي كتب مقدمة كتاب "فرح الإنضباط" يقول أن فوستر من الكويكرز. تخرج فوستر من جامعة جورج فوكس التي أسسها الكويكرز أيضًا. الموقع الرسمي لخدمته Renovaré يقول أن فوستر من الكويكرز ولا يذكر شيء عن أنه خرج من هذا الإيمان أو تنكر له قبل وفاته. فضلاً عن أنه اقتبس من الكوكيرز بضعة مرات على الأقل في كتابيه "فرح الإنضباط" و"الصلاة". 

يصفه الإنجيليون المحافظون في أميريكا بأنه "جورو البروتستانتية"، والجورو هو الراهب البوذي. وفوستر هو رائد حركة التشكيل الروحي Spiritual Formation التي تغلغلت في البروستتانتية غربًا وشرقًا. يقول الدكتور جاري جيللي أنه لا فرق من حيث المنهج بين حركة التشكيل الروحي والتصوف في الديانات الشرق أسيوية كالبوذية والهندوسية. والمنهج في كلاهما واحدًا وهو: التفريغ، ثم الملء، ثم الإتحاد بالإلهي. يرى د. جيللي أيضًا أنه لا فرق كبير بين حركة التشكيل الروحي وحركة emergent church إذ أن الحركتان تتداخلان معًا. 

لهذا يقتبس ريتشارد فوستر من الكثيرين من آباء الصحراء المعروف عنهم التصوف والعزلة. ويقتبس أيضًا من رهبان كاثوليك معاصرين مثل هنري نووين. إلا أن أخطر من اقتبس عنهم فوستر هما راهبة ديانة العصر الحديث سو مونك كيد والراهب الكثاوليكي توماس ميرتون. 

في كتابه "الصلاة" يقتبس مرتين من راهبة ديانة العصر الحيدث سو مونك كيد والتي كانت مسيحية وارتدت عنها لتعتنق تلك الديانة الوثنية وتعبد ذاتها وأنوثتها. 

في كتابها "رقصة الإبنة العاصية: رحلة امرأة من الإيمان المسيحي إلى النسوية المقدسة" تقول سو مونك كيد: 

"اليوم أتذكر هذا الحدث لسبب كونه سرًا مشعًا، كيف شعرت بأنني اِحْتُضِنْتَ بواسطة الإلهة [مؤنث إله]، كيف شعرت بنفسي وهي على اتصال مع أعمق شيء أكونه أنا. كانت تلك اللحظة، كما قال الكاتب المسرحي والشاعر نتوزاكي شانج : "لقد وجدت إله في نفسي / وأحببتها / أحببتها بشدة". 

أيضًا ومن نفس الكتاب السابق تقول سو مونك كيد: 

"علقت فوق المذبح في مكتبتي مرآة جميلة منحوتة على شكل قمر هلالي. ذكرتني بتكريم وجود الأنثى الإلهية في نفسي، الحكمة التي في روحي". 

من الجدير بالذكر أن سو مونك كيد قد كتبت مقدمة كتاب "بأيد مفتوحة" لهنري نوين، الذي اقتبس له ريتشارد فوستر. 

يقتبس فوستر أيضًا من توماس ميرتون الراهب الكاثوليكي أربعة مرات في كتابه "الصلاة"، وتسعة مرات في كتابه "فرح الإنضباط". طبقًا لأحد دور النشر المحافظة، فقد قال فوستر في حديث سابق له أن ميرتون "حاول إيقاظ شعب الله"، وأنه قد "قد تعلم ميرتون من راهب هندوسي يُدعى الدكتور براماتشاري أنه يمكن للمرء الحصول على خصائص صوفية من المتصوفة الكاثوليك مثل آباء الصحراء ولا يحتاج إلى ترك تقاليده الخاصة للقيام بذلك". 

قال توماس ميرتون: 

"أنوي أن أصبح مثل البوذي الصالح بقدر ما أستطيع". 

يقول ميرتون أيضًا:

"إنه قَدَرٌ مجيد أن تكون عضوًا في الجنس البشري ... الآن أدرك ما نحن عليه جميعًا. . . . إذا كان بإمكانهم [الناس] فقط أن يروا أنفسهم كما هم في الحقيقة. . . أفترض أن المشكلة الكبرى هي أننا سوف نسقط ونعبد بعضنا البعض ... في مركز كياننا توجد نقطة من العدم لم تمسها الخطية والأوهام، نقطة الحق الخالص ... هذه النقطة الصغيرة .. هي مجد الله النقي فينا. إنها في الجميع". 

ميرتون مرة أخرى:

"أعتقد أنه من خلال الانفتاح على البوذية والهندوسية وعلى هذه التقاليد الآسيوية [الصوفية] العظيمة، لدينا فرصة رائعة لمعرفة المزيد عن إمكانات تقاليدنا المسيحية". 

هذا هو ميرتون الذي يقتبس منه فوستر! 

بعض أقوال ريتشارد فوستر الخطيرة والتي تظهر هذا المزيج الصوفي من الكويكارية والنسكية والتصوف: 

يرى أن التأمل يساعد على تنشيط موجات ألفا الدماغية التي تعمل على إتصال الإنسان بالخالق كعاشق ومعشوق: 

"إذا شعرت أننا نعيش في عالم مادي بحت، فسوف تنظر إلى التأمل على أنه طريقة جيدة للحصول على نمط متسق لموجات ألفا الدماغية. لكن إذا كنت تؤمن أننا نعيش في عالم خلقه الله اللامتناهي الشخصي الذي يبتهج بشركتنا معه، فسترى التأمل كتواصل بين العاشق والمعشوق". ما يحاول فوستر قوله هنا أن التأمل يعمل على تنشيط موجات ألفا التي تصل الإنسان بالله اللامتناهي. 

الخروج من الجسد: 

"في مخيلتك، اسمح لجسدك الروحي، المشع بالنور، أن يخرج من جسدك المادي. انظر إلى الوراء حتى تتمكن من رؤية نفسك مستلقيًا على العشب وطمأنة جسدك أنك ستعود للحظات. تخيل ذاتك الروحية، حية ونابضة بالحياة، ترتفع عبر السحب إلى الستراتوسفير ... تعمق أكثر فأكثر في الفضاء الخارجي حتى لا يوجد شيء سوى الحضور الدافئ للخالق الأبدي. استرح في محضره. استمع بهدوء وتوقع غير المُتَوَقَّع. انتبه بحرص إلى أية تعليمات تُعْطَى لك. مع الوقت والخبرة سوف تكون قادرًا على التمييز بسهولة بين مجرد الفكر البشري الذي قد ينفجر في العقل الواعي والروح الحقيقية التي تتحرك داخل القلب". 

الاقتباس السابق من كتاب "فرح الإنضباط" موجود فقط في طبعة 1978 ص 27 و 28، وهي الطبعة الأولى، وتم حذفه من الطبعات اللاحقة والقاريء الفطن يفهم لماذا. إلا أن هذا الكلام قد أقْتُبِسَ بالنص في موسوعة ديانة العصر الحديث New Age Encyclopedia إصدار 1996 ص 461 (أنظر الصورة المرفقة). 

يعلّم بالصلاة التأملية والتي تشمل: الصلاة التركيزية، الصلاة التنفسية، وهي جميعًا، فضلاً عن كونها ممارسات كاثوليكية نسكية، إلا أنها ممارسات صوفية خطيرة. 

الصلاة التنفسية، هي أن تقول صلاة مكونة من أكثر من مقطع، المقطع الواحد منها بطول النفس. مثل "يا رب يسوع، ارحمني، أنا الخاطيء". ثم تقوم بتكرار تلك الصلاة كثيرًا جدًا، فتنتقل من عقلك إلى قلبك إلى كل جسدك. ليس فقط أن تختار أي صلاة لتقولها هكذا، بل يمكن أن تكتشف صلاتك، باعتبارها شيء يُعطى لك. السؤال هنا: ما الفرق بين هذه الطريقة في الصلاة وبين المانترا Mantra الهندوسية التي يتم فيها أيضًا تكرار عبارات معينة بطول النفس؟ 

يقول فوستر عن صلاة التركيز: 

"إنه يعني تذكر أنفسنا ببساطة حتى نتحد أو نكمل. يستخدم باسل بنينجتون عبارة صلاة التركيز. تسميها سو مونك كيد صلاة الحضور. استخدم الكويكرز القدامى مصطلح التمركز إلى أسفل. كلهم يشيرون إلى نفس التجربة. الفكرة هي التخلي عن كل المشتتات المتنافسة حتى نكون حاضرين حقًا حيث نحن". 

إن مثل هذه الممارسات تعتمد على إدخال العقل أو الوعي في عملية تنميل أو تغييب له لينفتح على عالم الروح أو الإلهي. ولك أن تتخيل ماذا يعني ذلك. فضلاً عن ذلك، فهذه الممارسات هي ديانة مساعدة الذات self-help كما يقول مكارثر. 

إذًا، فالإنجيلي الذي يقرأ لريشتارد فوستر كأنه يقرأ للكويكرز وآباء الصحراء وتصوف البوذيون والهندوس وديانة العصر الحديث. كل هذه الهرطقات انصهرت في عقل ريتشارد فوستر وخرجت مجددًا فيما كتبه!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس