خلصنا بالنعمة ونكافىء أيضًا بالنعمة


يعتقد الكثير من المسيحيين أن الله مدين لهم بالمكافآت في مقابل تقواهم أو خدمتهم أو أعمالهم الصالحة. إلا أن المسيحي الذي يظن أن الله مدين له بالمكافآت لا يختلف من حيث بالمبدأ عن الخاطىء الذي يريد أن يتبرر بأعماله الصالحة. والسبب هو أنه لا يوجد عمل صالح بصورة مطلقة. حتى الأعمال التقوية والخدمات التي يقوم بها المؤمن بعد تجديده تظل ناقصة ومعيبة، كمًا وكيفًا. ولكن الله يقبلها لأنها تُقَدَّم في استحقاق المسيح. ويتنازل ويكافئنا عليها من قبيل نعمته فقط وليس من قبيل أي إلتزام من طرفه نحونا. الله ليس مديونًا لأحد بشىء.

يقول تعليم هايدلبيرج:

س: كيف يمكن أن يُقال لأعمالنا الصالحة
أنها لا تستحق أي شيء
بينما وعد الله أن يكافىء عليها
في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى؟ (١)

ج: هذه المكافآت لا تُكتسب؛
إنها عطية النعمة. (٢)

(١)
"افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السموات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت ٥ : ١٢).
"ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عب ١١ : ٦).

(٢)
"كذلك أنتم أيضًا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو ١٧ : ١٠).
"قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (٢ تي ٤ : ٧ - ٨).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس