يحتفل العالم بذكرى ميلاد ووفاة تشارلز داروين في هذه الأيام. ونحن لا نستطيع أن نفوت هذه المناسبة دون الإحتفال بطريقتنا.

الفرق بين مسيحية سفر التكوين وبين الداروينية كالفرق بين السماء والأرض. المسيحية تختلف جوهريًا عن الداروينية من حيث تعليم كل منهما عن الله والإنسان.

المسيحية، طبقًا لأحداث سفر التكوين التاريخية الحرفية، تعلّم بأن الله الكائن الأزلي خلق الإنسان على صورته. بينما تقول الداروينية أن الإنسان خلق الله كخرافة دينية تطورت مع الوقت.

يقول الباحث الكبير في هذا المجال بودي هودج:

"خلق الله الإنسان (تك ١ : ٢٧)، ولكن في الثقافة العلمانية الحديثة اليوم، يحاول الإنسان أن يرفع نفسه ليكون أعلى من الله بالقول أن الإنسان خلق الله! رَوَّجَ تشارلز داروين لهذا في صيغته الحديثة في كتابه 'نشأة الإنسان' في عام 1871. قال:

'(من هنا يبدأ كلام داروين) نفس القدرات العقلية العالية التي قادت الإنسان في البداية إلى الإيمان بالقوى الروحية غير المظورة، ثم في الأرواحية (سكنى الأرواح في المادة) ، وتعدد الآلهة، وفي نهاية المطاف في التوحيد، ستقوده بطريقة لا تقبل الخطأ، طالما ظلت قواه العقلية غير متطورة بالشكل الكافي، إلى العديد من الخرافات والعادات الغريبة' ". (انتهي الاقتباس من داروين)

ليس فقط أن المسيحية تختلف عن الداروينية جوهريًا في اعتقادها عن الألوهية، بل تختلف معها أيضًا حول عقيدة الإنسان. المسيحية تقول أن الإنسان سقط من حالة البراءة التي كان بها، والآن يرزح تحت حمل فساده الجذري. إلا أن التطور الدارويني يقول أن الإنسان يصعد من أسفل إلى أعلى متطورًا. لم يسقط، بل يصعد.

يقول فرانسيس جالتون ابن عم داروين ورائد علم تحسين النسل: "إن معنى الخطية الأصلية يمكن أن يُظْهِر، بحسب نظريتي، ليس أن الإنسان سقط من حالة عُلْيَا، بل إنه يصعد بسرعة من حالة سُفْلَى. وبالتالي فهذا يمكن أن يؤكد النتيجة التي تم الوصول إليها .. بأن آباءنا كانوا متوحشين تمامًا .. وأنه بعد عشرات الآلاف من السنين من البربرية بالكاد تمكن جنسنا حديثا من أن يتحضر ويتدين".

أن تقول أن الإنسان لم يسقط، بل يصعد من حالة سفلى إلى حالة عليا، هو أن تقول أن الإنسان غير فاسد. وأنه لا يحتاج إلى خلاص. وإن كان يحتاج إلى خلاص فهو مخلص نفسه. هو الذي تطور من البكتيريا ليصبح عَالِم في البكتيريولوجي.

شتان الفرق بين التأريخ الكتابي الموحى به المدون في سفر التكوين، وبين أيديولوجية التطور الدارويني الشبه علمية. إن كان التطور الدارويني مخطىء في نظرته لله وللإنسان، فأية خلطة للنور مع الظلمة؟ كيف يمكن التوفيق بين موسى وداروين؟

كل عام ونحن كتابيون نؤمن بوحي وعصمة وتاريخية سفر التكوين!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس