ألوهية المسيح في غلاطية ١


ألوهية المسيح ومساواته للآب يتخللان حجج بولس عن رسوليته وصدق إنجيله في غلاطية ١ في مواجهة المعلمين الكذبة.

في غل ١ يضع بولس المسيح في مقابلة مع الإنسان عدة مرات، في إشارة ضمنية قوية عن ألوهية المسيح:

في مواجهة المعلمين الكذبة يثبت بولس رسوليته بكونها لم تأتي من الناس ولا بإنسان بل من يسوع المسيح:
"بُولُسُ، رَسُولٌ لَا مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱللهِ ٱلْآبِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ".
غَلَاطِيَّةَ ١ : ١

إن كان الإنجيل الذي يكرز به بولس ليس بحسب إنسان، ولم يقبله من عند إنسان، ولم يتعلمه بل أُعْلِنَ له بواسطة يسوع المسيح، فمن هو يسوع إذًا سوى الله نفسه؟
"وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْإِنْجِيلَ ٱلَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. لِأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلَا عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلَانِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ".
غل ١ : ١١ - ١٢

لم يسعى بولس لإرضاء البشر أو استعطافهم، أيًا كانت مكانتهم، بل كان شغله الشاغل هو أن يكون عبد صالح للمسيح:
"أَفَأَسْتَعْطِفُ ٱلْآنَ ٱلنَّاسَ أَمِ ٱللهَ ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ ٱلنَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي ٱلنَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ".
غل ١ : ١٠

في النصوص السابقة وضع بولس يسوع المسيح كـ الله في مقابلة مع البشر، في النصوص التالية من نفس الإصحاح، يضع بولس المسيح بالتساوي مع الآب أيضًا ثلاث مرات في إشارة قوية لمساواة الرب يسوع بالآب:

رسولية بولس مؤسسة على إرسالية الآب والابن له:
"بُولُسُ، رَسُولٌ لَا مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱللهِ ٱلْآبِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ".
غل ١ : ١

الآب والابن كلاهما يمنحان النعمة والسلام:
"نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللهِ ٱلْآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ".
غل ١ : ٤

أفرز الله بولس ودعاه لكي يعلن فيه ابنه المساوي له في الجوهر، هل يعلن الله للبشر كائن آخر سواه؟
"وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ ٱللهَ ٱلَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ، أَنْ يُعْلِنَ ٱبْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا".
غل ١ : ١٥ - ١٦


لم تكن ألوهية الرب يسوع المسيح محل شك أو جدل في سياق رسالة بولس إلى أهل غلاطية، بل التبرير بالإيمان. لذلك نجد بولس، وهو قيد الدفاع عن إنجيله الخاص بالتبرير بالإيمان ومن ثم رسوليته، يفترض ألوهية المسيح بشكل لا يمكن إغفاله عبر كل أجزاء الإصحاح. وهذا كفيل بالرد على الادعاء بأن ألوهية المسيح لم تكن عقيدة الكنيسة الأولى بل تطورت عبر القرون، ولا سيما أن كثيرون من علماء العهد الجديد يعتبرون رسالة غلاطية هي أول سفر كُتِبَ من أسفار العهد الجديد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس