الإصلاح البروتستانتي ليس اختراعًا (لتعاليم جديدة) بل استرجاعًا (للتعاليم الأصلية)

"ولكن إلتزام المصلحين بأولوية الكتب المقدسة لم يوقفهم عن الإستناد أيضًا على كتابات اللاهوتيين من الأجيال السابقة. فمع أن المصلحون أسسوا حججهم بصورة أساسية على الكتاب المقدس إلا أنهم راعوا أن تكون قضيتهم مدعومة تاريخيًا. فإن تقدير مارتن لوثر لآباء الكنيسة، ولا سيما أغسطينوس، وبيرنارد من كليرفو، مُوَثَّق تاريخيًا بصورة جيدة. وميلانكثون أيضا يستشهد بمصادر مشابهة .. فمثلا في مقدمة تفسيره لرسالة رومية يستند ميلانكثون على أغسطينوس وكريسوستوم وبيرنارد كشهود على أن المؤمنون ينالون غفران الخطايا بواسطة النعمة ومن خلال الإيمان فقط. كان كالفن أيضا صلبًا في إصراره على أنه يمكن الدفاع عن المبادئ الإنجيلية من تاريخ الكنيسة. وكما الحال مع لوثر وميلانكثون، كان أغسيطنوس هو أكثر آباء الكنيسة تفضيلاً لدى كالفن والذي اقتبسه ١٧٠٨ مرة. ومع أن كالفن لم يقتبس من كتابات الآباء بالتساوي إلا أنه اعتبر كريسوستوم وأغسطينوس وبيرنارد حلفاء لاهوتيون. وعليه، فقد أكد أنه يمكن الدفاع عن فكره البروتستانتي بالإستناد على المصادر التاريخية .. احتج أيضا مارتن تشيمنتز بشهادة آباء الكنيسة .. فقد استشهد بأوريجانوس وهيلاري وباسيليوس وأمبروسيوس وجيروم وأغسطينوس وجريجوري وأنسلم وبيرنارد. فبعد ختامه للمَسْح التاريخي [لكتابات الآباء] يقول :"سجلت هذه [الأقوال للآباء] لكي أظهر أن تعليمنا بخصوص التبرير يتمتع بشهادة كل الرجال الأتقياء من كل العصور".

Nathan Busenitz, Long Before Luther, Tracing the Heart of the Gospel From Christ to the Reformation, Moody Publishers, Master Seminary Press, 2017, p45-46

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس