شجرتان ورجلان


الشجرة الأولى هي شجرة معرفة الخير والشر، والثانية هي الشجرة التي عُلِّقَ عليها يسوع. في (بط 2 : 24) يقول الأصل اليوناني أن يسوع حَمَلَ خطايانا في جسده على "الشجرة" (إكسولون). وقد تُرْجِمَت في الكثير جدا من الترجمات الإنجليزية المحافظة، ما بين القديم منها والحديث، إلى "شجرة". وهي نفس الكلمة اليونانية المستخدمة في السبعينية في تعبير "شجرة [إكسولون] معرفة الخير والشر" (تك 2 : 17). والرجلان هما آدم الأول، وآدم الأخير. الرجل الأول أراد ارضاء لذته وزوجته، فأكل منها رغم كونها مُحَرَّمة، متمردا على وصية الله ومشيئته. والرجل الثاني أراد ارضاء عدل الله وإتمام مشيئته، مع أنه لم يكن مضطرا أن يصلب، إذ كان بريئا، بل بارا، فَعُلِّق عليها. الأول حول الجنة إلى جحيم. والثاني حمل عقاب الجحيم محولا إياه إلى فردوس. الإنسان الأول خُلِقَ تحت الوصية، فتمرد عليها. والإنسان الثاني، مولودا تحت الناموس، خضع للوصية، مع كونه مصدر الناموس. الشجرة الأولى كانت لإمتحان الإنسان الأول، فسقط سقوطا مدويا. والشجرة الثانية أيضا كانت لإمتحان الإنسان الثاني، فاحتمله بصبر، ولأن مسرة الرب بيده "تنجح"، رفعه الله وأعطاه إسما فوق كل إسم. صار الأول "عارفا" للخير والشر بأكله من الشجرة المحرمة. أما الثاني فصار لنا "حكمة" من الله. بفعلة الأول دخل الموت وحلت اللعنة وصار الألم. بعمل الثاني صار لنا أعظم مما فقدناه بسبب الأول، فقد وُهِبَ لنا الحياة الأبدية، وبوركنا بكل بركة، واعتقننا من عبودية الفساد، وفي انتظار العتق النهائي من سكنى الخطية والألم. طوبى لمن نائبه الرجل الثاني، ويأكل من الثمار الحلوة للشجرة الثانية. ويا لتعاسة من نائبه الرجل الأول، ولا يزال يأكل من علقم الشجرة الأولى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس