لو لم يكن لدينا سوي العهد الجديد ماذا كنا سنتعلم منه عن الخليقة؟


أكثر سفر في الكتاب المقدس يتعرض لأشرس الهجمات هو سفر التكوين، وخاصة الإحدي عشر أصحاحا الأولي منه. ذلك لأنها تحوي قصة نشأة الكون والحياة وخلق الإنسان وسقوطه وتكاثر الجنس البشري وفسادهم وإهلاكهم بالطوفان العالمي. وهذه الحقائق التي يذكرها التكوين بكل تأكيد تتعارض مع فرضيتي التطور والإنفجار العظيم، باعتبارهما يفسران نشأة الكون والحياة وتطور الجنس البشري عن كائن يشبه قرد الغاب. مما دفع البعض إلي محاولة التوفيق بين فرضية التطور والحق الكتابي المذكور في سفر التكوين مدعين أنه لا يوجد تعارض بينهما ، وأنه لا مانع أن يكون الله قد استخدم التطور في اتمام عملية الخلق. والبعض من هؤلاء الذي وضعوا علي عاتقهم التوفيق بين فرضية داروين وبين ما كتبه موسي في سفر التكوين تطرفوا واضطروا لإنكار تاريخية الأصحاحات الإحدي عشر الأولي منه مدعين بأنها أسطورية وليست حقيقية لأنها تتعارض مع مكشفات العلم الحديث، غير مدركين أنهم أولا يخلطون بين العلم التجريبي وبين فرضية التطور التي تنطوي تحت لواء العلم التأريخي المؤسس علي الإفتراضات حيث أنها غير قابلة للإثبات لأنها حدثت في الماضي منذ ملايين السنين وتحدث في الحاضر ببطئ شديد لدرجة أنه لا يمكن ملاحظتها، وثانيا أنهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم لأن سفر التكوين ليس هو المكان الوحيد الذي يعلمنا عن قضية النشأة والأصول، بل العهد الجديد أيضا. وهذا سيكون موضع بحثنا هنا. فهناك (60) اشارة في العهد الجديد من تكوين (1 – 11) و (103) اشارة في العهد الجديد من سفر التكوين كله، و (16) منها جاءت علي لسان الرب يسوع المسيح في الأناجيل. وسنتعرض هنا لبعض تلك الإقتباسات التي تثبت خطأ هؤلاء المدعين:

اشارات واقتباسات الرب يسوع المسيح من الاصحاحات الاحدي عشر الأولي من التكوين في انجيل متي

عندما امتحن الرب بواسطة الكتبة والفريسيون بخصوص اعطاء جزية لقصير أم لا قال لهم الرب "أروني معاملة الجزية" وعندما أروه إياها سألهم "لمن هذه الصورة والكتابة" التي تحملها العملة فقالوا له أنها صورة قيصر، فأجابهم "اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت 22). إذا فمن الطبيعي أن يعطي ما لقيصر لقيصر، وبالمقابلة أن يعطي ما لله لله. وهنا إشارة إلي (تك 1 : 26 – 27) أنه بما أن الإنسان يحمل صورة الله فمن الطبيعي أن يصير الإنسان بجملته لله. وفي هذا تأكيد علي المعني الذي جاء في سفر التكوين أن الله خلق الإنسان علي صورته ومثاله.

في إشارة ثانية للرب من سفر التكوين (ص1) عندما سُأل عن امكانية تطليق الرجل للمرأة قال أن إرادة الله لهما من البدء أن يعيش الزوجان ولا يفرقهما شئ سوي الموت "فأجاب وقال لهم: أما قرأتم الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثي" (مت 19 : 4). ولو كان هناك ملايين السنين قبل مجئ آدم أو خلقه ما كان يصلح أبدا أن يقول عليه الرب أنه حدث من البدء. ثم يؤكد الرب في العدد التالي لذلك علي وجهة نظره بخصوص الزواج الذي لا ينبغي أن يُفصم عراه شئ سوي الزني أو الموت وذلك بإقتباس من (تك 2 : 24) "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا". وما جاء في (مت 19 : 4) يتعارض مع ما يقوله الداروينيون بأن عمر الكون حوالي 15 بليون سنة، وأن البشر ابتدأوا في الظهور من حوالي مليون أو مليوني سنة. وبناءا علي ذلك يصبح ما يقوله الرب يسوع أن آدم وحواء خلقا من البدء أمر غير صحيح، لأنهما بحسب التأريخ الدارويني لم يوجدا أو يخلقا سوي عند نهاية الخلق في المليون الأخير، وبالتالي كان بالأولي أن يقول الرب "من نهاية الخلق" بما أن الخلق الحقبي الطويل أستمر في الحدوث لبلايين السنين ولم يكتمل سوي من مليون سنة تقريبا.

وفي اقتباس آخر يؤكد الرب يسوع المسيح تاريخية قتل هابيل الصديق ويقارنه بحادثة تاريخية أخري لشخص آخر يدعي زكريا بن برخيا الذي قتله اليهود بين الهيكل والمذبح "لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلي دم زكريا. الذي أهلك بين المذبح والبيت" (لو 11 : 50 – 51). لاحظ أن الرب يقول هنا أن ذبح هابيل كان "منذ إنشاء العالم"، وبحسب التأريخ الدارويني فإن الإنسان جاء في نهاية الخليقة وليس منذ انشاء العالم. كما أن كاتب العبرانيين يؤكد أيضا علي تاريخية هابيل بأنه قدم ذبيحة حقيقية بالإيمان وقبلت من الرب (عب 11). ويوحنا أيضا يقول "وليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة" (1 يو 3 : 12).

في مت (24 : 37 – 39) يعمل الرب مقارنة بين الحالة الروحية والأدبية لجيل نوح المتمثلة في انغماس الناس في الأمور الأرضية وانصرافهم عن الأمور السماوية وعدم تصديق تحذيرات الدينونة، وبين تلك التي ستكون للجيل الذي سيشهد مجئيه "وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجئ ابن الإنسان. لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون، إلي اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك، ولم يعلموا حتي جاء الطوفان، كذلك يكون أيضا مجئ ابن الإنسان". والرب هنا يشير إلي: أولا تاريخية نوح عن طريق القول "أيام نوح" بإعتبارها أياما محددة شهدتها الأرض. ثانيا عالمية الطوفان بقياس عالمية الدينونة عليه، لأنه لو كان الطوفان محليا واستطاعة المخلوقات أن تنجو من مكان الدينونة عن طريق الهروب إلي مكان آخر ليس به طوفان فهذا ما يستطيع فعله الأشرار أيضا في آخر اليوم والهروب من الدينونة المحلية للمسيح. ولو كانت قصة نوح أسطورية فكيف يقيس الرب حدث مجيئه الحقيقي علي طوفان نوح الأسطوري؟ وهل يمكن للأسطورة أن تستخدم للتحذير من الدينونة الأكيدة الآتية علي العالم؟ لاشك أن كلام المسيح يفقد جديته ومصداقيته ومنطقيته لو كان الطوفان مجرد خرافة، لأنه لو كان أسطوريا لكان مجئ الرب للدينونة أيضا أسطوريا.

لوقا ونسب الرب يسوع المسيح من آدم

انجيل لوقا الذي شهد النقاد والمؤرخين وأشهرهم السير وليام رامزي ليس فقط بصحته بل بدقته الشديدة يضع آدم كبداية سلسة تاريخية لآباء الرب يسوع حسب الجسد، بدأ من هالي أبي مريم أم يسوع ووصولا إلي آدم الذي يقول عنه لوقا "ابن آدم ابن الله" (لو 3)، وليس ابن قرد أو منحدر من قرد. ولو كان آدم قد أتي من قرد أو سمكة فبالأولي يكون ابنا لذلك القرد أو تلك السمكة، وتصبح تلك المخلوقات أولي بتلك الأبوة الإلهية من آدم. كما أنه لو كان آدم أسطوريا فكيف للوقا أن يخلط بين الشخصيات التاريخية الحقيقية والشخصيات الأسطورية في سرده التاريخي لآباء الرب يسوع المسيح؟ أليس من المهم أن يكون الرب يسوع المسيح من نسل آدم لكي يفتدي نسل آدم؟

أعمال الرسل والعائلة البشرية الواحدة

"وصنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون علي وجه الأرض، وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم" (أع 17 : 26). جاءت كلمة "دم واحد" في بعض الترجمات "من واحد" حيث أن هناك من المفسرين من يقول أن كلمة "دم" لم تأتي في أكثر المخطوطات موثوقية، لهذا ذكرتها بعض الترجمات "رجل واحد" فيكون المقصود أن الله صنع "من رجل واحد" كل أمة الناس التي علي الأرض. وهذا يعني أن آدم شخصية حقيقية وليست أسطورية، وأن البشر جيمعهم ينتمون إلي عائلة واحدة وأبوين هم آدم وحواء.

اقتباسات بولس الرسول

"لأن أموره غير المنظورة تري منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته حتي أنهم بلا عذر" (رو 1 : 20). أي أن امكانية رؤية القدرة السرمدية واللاهوت في المصنوعات كانت منذ خلق العالم وليس منذ وجود البشر. ومن ثم فلا يوجد فجوة بين الخلق وبين مجئ البشر.

يعقد بولس مقارنة بين تأثير خطية آدم علي نسله وتأثير بر المسيح علي من يؤمنون به
(رو 5) "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" ثم يقول أيضا "لأنه إن كان بخطية الواحد مات الكثيرون، فبالأولي كثيرا نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين". والسؤال هنا هل يمكن أن يكون طرفي مقارنة بولس أحدهما أسطوريا (آدم) والآخر حقيقيا (المسيح)؟ لأنه لو كان الإنسان الأول آدم خياليا أو أسطوريا وليس له وجود حقيقي فإن ذلك يستتبع عدم وجود حقيقي لخطيته التي أدخلت الموت إلي العالم، وبالتالي لا وجود للموت. وإن كان تأثير آدم وخطيته والموت الذي أدخلته الخطية أمورا خرافية غير حقيقية تصبح أيضا تأثيرات المسيح علي البشرية من بر وقيامة من الموت الروحي هي أيضا أسطورية ولا وجود لها في الحقيقة.  كما أن عدل الله ينتفي أيضا لأنه كما سمح أن يصبح الكثيرون خطاة من خلال خطية الواحد الذي هو آدم عليه أيضا أن يمكن الكثيرون من أن يصيروا متبررين ببر الواحد الذي هو الرب يسوع. ضف إلي ذلك أن المسيح يكون قد مات من أجل أوهام وأشياء أسطورية. ثم ماذا عن اللعنة التي حلت علي الخليقة بمجرد سقوط آدم كما نتنعلم من نفس الرسالة "إذ أخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا، بل من أجل الذي أخضعها علي الرجاء"؟ (رو 8 : 20). فهنا أيضا نري تأثيرات الإنسان الواحد تحل علي الخليقة بأكملها.

في قول آخر للرسول جاء في (1 كو 15 : 47) قارن بين تأثير موت آدم علي نسله وبين تأثير قيامة المسيح علي من يؤمنون به، حيث يقول "الإنسان الأول من الأرض ترابي. الإنسان الثاني الرب من السماء". والإشارة هنا صريحة جدا أن الإنسان الأول الذي هو آدم خلق من التراب كما يعلمنا سفر التكوين.

ولكي يبرر بولس الرسول تعليمه لدور الرجل والمرأة في التعليم والعبادة في الكنيسة يستشهد بترتيب الخليقة في سفر التكوين من حيث خلق الرجل أولا ثم تسمية هذا الرجل للحيوانات الأرضية الفقارية التي كان الله قد خلقها سابقا ثم خلقه لحواء باستخدام واحدة من أضلاع آدم "لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل. لأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل" (1 كو 11 : 8 – 9). ويؤكد بولس لتلميذه تيموثاوس هذا المعني في (1 تي 2 : 12 – 14) حيث أن السبب في أن المرأة لا ينبغي أن تعلم ولا تتسلط علي الرجل هو أن آدم خلق أولا ، كما أنه لم يغو بل حواء هي التي أغويت، ويقول لنا في (2 كو 11 : 3) أن هذا الإغواء أو الخداع كان بواسطة حية "كما خدعت الحية حواء بمكرها". وبولس لا يؤكد فقط علي أن أحداث الخلق والسقوط في سفر التكوين كانت حقيقية بل أيضا علي ترتيبها التاريخي بخلق الرجل أولا ثم تسميته للحيوانات ثم خلق المرأة من ضلعه ثم انخداع المرأة بواسطة الحية التي أغوتها.

العبرانيين: خليقة من العدم وستة أيام حرفية وأبطال إيمان حقيقيون

تعلمنا رسالة العبرانيين أن الخليقة أتت من العدم ولم يكن هناك أي مادة سابقة أتي منها الكون "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتي لم يتكون ما يري مما هو ظاهر" (عب 11 : 3). وهذا يعني أن الطبيعة المادية لم تأت من شئ منظور بل بالحري من العدم
(Ex-nihilo). وينبغي أن نلاحظ هنا أن كلمة "عالمين" لا تعني فقط العالم المادي المنظور بل أيضا الدهور أو الأزمنة، ومن ثم يكون المعني أن الزمان والمكان خلقا من العدم، وأنه لم يكن هناك شئ يقال له ما قبل تاريخ بل كل شئ جاء مرة واحدة. وثمة حقيقتان لا ينبغي أن نغفلهما هنا أولا أن الخلق معجزة حتي أن المادة المنظورة جاءت من العدم الغير منظور، وثانيا أن المادة ليست أزلية حيث لم يكن في الأزل سوي الله وحده وعندما شاء جاءت المادة والوقت إلي الوجود.

ويذكر أيضا كاتب العبرانيين أن الخلق تم في ستة أيام حرفية وليست حقبية وأن الله استراح في اليوم السابع "لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال: حتي أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي. مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم. لأنه قال في موضع عن السابع هكذا: واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله" (عب 4 : 3 – 4). وفي هذا إشارة واضحة جدا أن أعمال الخليقة أكملت (منذ تأسيس العالم) أي أنه لم يمض وقت بين التأسيس والإكمال. وبالتالي فالأيام ليست حقبية. كما أن الفعل "استراح" جاء في صيغة الماضي ليدل علي أن ذلك الأمر بدأ في الحدوث وتم. وبما أن الداروينيون يدعون أن التطور عملية مستمرة وأنه سيأتي وقت سيتطور فيه الإنسان إلي كائن آخر أفضل منه، فكيف يكون الله قد استراح من عمله في اليوم السابع والتطور لا نهاية له، بل هو عملية مستمرة الحدوث؟ لا شك أنه بالمعني الذي يقصده من يروجون للتطور الإيماني لا يكون الله قد استراح بعد ولا يكون اليوم السابع قد بدأ من الأساس.

في قائمة أبطال الإيمان التي ترد في (عب 11) يذكر كاتب العبرانيين هابيل وأخنوخ ونوح كشخصيات تاريخية مارست إيمانا حقيقيا وتطلعت إلي البركات السماوية ولم تعبأ بالبركات الأرضية ضمن باقي الشخصيات التاريخية الحقيقية أمثال ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف وموسي وصموئيل وداود وشمشون والأنبياء. وإلا فلماذا يقحم بولس هنا شخصيات خرافية أسطورية إلي جوار شخصيات تاريخية حقيقية؟ كيف يكونون شخصيات أسطورية ويقول عنهم الرسول "في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقهوها وحيوها، وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء علي الأرض"؟ (عدد 13). ثم يقول عنهم الرسول أيضا في نهاية الأصحاح "إذ سبق الله فنظر لنا شيئا أفضل. لكي لا يكملوا بدونا" فهم الآن ينتظروننا لكي يكملوا معنا في المجد.

بطرس يؤكد الخلق والطوفان

أما عن شهادة بطرس بتاريخية الأصحاحات الإحدي عشر الأولي من سفر التكوين فهو يذكر أنه كان هناك فعلا فلك خلص فيه ثماني أنفس. وأن الأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء، وأنها أيضا دمرت حين فاض عليها الماء، وأن المتشككون في الأيام الأخيرة سينكرون تلك الحقائق رغم علمهم بها " عالمين هذا أولا: أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء، كل شئ باق هكذا من بدء الخليقة. لأن هذا يخفي عليهم بإرادتهم: أن السموات كانت منذ القديم، والأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء، اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك" (2 بط 3 : 3 – 6). والكلمة المستخدمة هنا في اليونانية لوصف العالم هي
cosmos وبهذا يكون المعني أن الطوفان كان عالميا.

رسالة يهوذا وتاريخية آدم وأخنوخ

يؤكد يهوذا أيضا في رسالته تاريخية آدم وأخنوخ، وذلك عن طريق قوله أن أخنوخ هو السابع من آدم. ويذكر لنا يهوذا نبوة أخنوخ عن مجئ الرب للدينونة. كما أن قوله عن أخنوخ أنه السابع من آدم ينفي فكرة وجود فجوات بينهما وبذلك يثبت لنا صحة سلسلة النسب التي جاءت في الأصحاح الخامس من سفر التكوين.

وخلاصة القول لو لم يكن لدينا سوي العهد الجديد كنا علي الأقل سنتعلم منه عن الأحداث الرئيسية للخليقة والتي نستطيع أن نلخصها بالآتي:

خلق الله للعالم من العدم (عب 11)
الخلق تم في ستة أيام حرفية (عب 4)
خلق الإنسان من تراب (1 كو 15)
البشرية كلها عائلة واحدة منحدرة من رجل واحد (أع 17)
الرجل خلق أولا ثم المرأة (1 كو 11)
الحية خدعت حواء بمكرها (2 كو 11)
الخليقة كلها لعنت نتيجة خطية آدم (رو 8)
الطوفان كان عالميا وحقيقيا (مت 24)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس