ماهر صموئيل بين رفض الإختيار للخلاص والترويج للخلاص دون معرفة عن المسيح

ماهر صموئيل يرفض الإختيار للخلاص بحجة أنه يعني الخلاص ضد إرادة الإنسان، وفي نفس الوقت يعلم بأن هناك من سيخلصون دون أن يكونوا قد سمعوا عن المسييح وصليبه

الدكتور ماهر صموئيل يطعن في تعليم الإختيار الكتابي بالقول أن الإختيار ليس للخلاص لكن لمقام أو إرسالية. ومن أسباب رفضه لتعليم الإختيار للخلاص هو أنه يضطرنا للقول بأن الله يخلص الإنسان ضد إرادته.

 يقول في حلقة كيف نفهم الإختيار في ضوء محبة الله (1):

"أنا مؤمن كل الإيمان إنه فيه إختيار .. لكن أن يُختزل الإختيار إلى أن الله اختار أناسًا ينجيهم من الهلاك، بغض النظر عن حتى رغبتهم .. لأن هو ميت، فهو هيحييه وهيخلصه".

 طبعًا القول أن الإختيار للخلاص يعني أن الله يخلص الإنسان ضد إرادته هو مغالطة رجل القش، أي أن الدكتور ماهر صموئيل اختلق كلامًا لا يقوله المحافظون حول الخلاص. والرد على ذلك ببساطة هو أن الله لا يخلص الإنسان ضد إرادته، لكن من خلالها، بأن يجدد تلك الإرادة الميتة ويحررها من عبوديتها.

 الأدهي من ذلك، هو أن الدكتور ماهر صموئيل يرفض الإختيار للخلاص بحجة أنه يؤدي إلى الإعتقاد بأن الله يخلص الإنسان ضد إرادته، وفي نفس الوقت يدعي أن هناك مؤمنين حقيقيين بالله، ومخلصون، دون أن يدركوا التعليم المسيحي، ودون أن يسمعوا عن جروح المسيح.

 وهذا نص ما قاله بالحرف الواحد (2):

 "ما هي (يقتادك) إلى التوبة؟ مش التوبة هي إنك تعرف المسيح، التوبة أن تقر بأنك إنسان خاطئ وتستحق دينونة الله، وينكسر القلب، وده اللي قال عنه المسيح: كل من سمع من الآب وتعلم. يعني الله بيتكلم لكل البشر، إذا الإنسان وصل لحقيقة إنه خاطئ وشرير ويستحق القضاء، وقال لربنا: إرحمني، أنا متأكد أنه إذا وُجِدَ هذا الإنسان الله هيرحمه، وهيخلص على أساس ذبيحة المسيح، ومفيش خلاص، وليس بأحد غيره الخلاص، لأنه هو اللي دافع التمن، فلما هيروح السما، هيروح يبوس إيديه ورجليه ويقوله متشكر، لولا ذبيحتك أنا مكنتش أكون موجود هنا، حتى لو ما كانش أدرك التعليم المسيحي".

قال ماهر صموئيل أيضًا في مناسبة أخرى (3):

"يعني فيه مثلاً جزء كتابي بحبه أوي عن أشخاص هيلتقوا بالله، دي حاجة إسخاطولوجية، يعني في الأيام الأخيرة، بيحبوا المسيح أوي، وبعدين لما يشوفوه بالجراح، يقولوا له: ما هذه الجروح التي في يديك؟ فيقول هي التي جرحت بها في بيت أحبائي. فكانوا في علاقة عميقة مع هذا الشخص دون أن يدركوا أبعاد اللي هو عمله علشانهم. لكن تمتعوا بنتايج الصليب، وتمتعوا بعمله، ودخلوا في علاقة شخصية معاه دون وعي كامل بمن هو وماذا فعل، إلخ".

على الرغم أن هذا تفسير خاطيء من طرف ماهر صموئيل لهذا النص الذي اقتبسه، لأنه يتكلم عن نبي كاذب وليس عن المسيح. لكن سنفترض جدلاً أن المعنى الذي يقوله صحيح، أي أنها تنطبق على المسيح وجروحه. طبعًا الاستفغال في كلامه واضح جدًا. يقول أن هؤلاء دخلوا في علاقة شخصية معاه دون وعي كامل بمن هو وماذا فعل. إلا أن النص لا يخدم إدعاءه هذا. لان أولئك لم يسمعوا عن تلك الجروح، حتى أنهم فوجئوا بها. أي طبقًا للمعنى الذي يفترضه في النص، فإن هؤلاء ليس لهم دراية بصليب المسيح. وكونهم ليسوا على دراية بصليب المسيح، يدل على أنهم ليسوا على دراية بشخصه. لأنه مَنْ مِنْ البشر سمع عن المسيح دون أن يسمع عن جروحه؟ القضية ليست إذًا وعي غير كامل بالمسيح، بل إنعدام الوعي به.

السؤال هنا، كيف يكونوا في علاقة معه، دون أن يكونوا قد سمعوا عنه وعن صلبه وقيامته؟ كيف يمكن أن يكونوا قد تمتعوا بنتائج صلبه دون أن يكونوا قد سمعوا عنها؟ كيف يمكن أن يخلصوا دون أن يكونوا قد قبلوا الخلاص بموت المسيح وقيامته؟ أليس هذا معناه إذًا أن الله خلصهم سرًا دون أن يقول لهم؟ ألا يكون بذلك خلاصًا ضد إرادة الإنسان؟ ما من شك أنه كذلك. وهو أمر يظهر التناقض الذاتي لدى ماهر صموئيل. ويكشف أجندته العقيدية غير الكتابية

 

(1) https://youtu.be/rf43ki5OLg4

(2) https://www.facebook.com/watch/?v=1969619793064115

(3) https://www.facebook.com/watch/?v=375797646744820

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس