ملخص التعاليم غير القويمة لـ بول تيليك


يروج أوسم وصفي بحماس شديد لريتشارد رور. وكان من قبلها قد روج ونشر أفكار بول تليك. لذلك من اللائق هنا أن نقدم ولو تلخيص لتعاليم تيليك حتى نكون على دراية بها. والاقتباسات التالية مأخوذة عن المُؤَرِّخَيْن والناقدين اللاهوتيين ستانلي جرينز وروجر أولسون (20th Century Theology, Grenz & Olson).

بينما يحذر بولس من بطل الفلسفة وخداعها، بل ومن كونها حماقة لدى الله، يعلّم تيليك بأن المسيحية معتمدة بصورة أساسية على الفلسفة، بحيث أنه لا يمكن التعامل بأي جدية مع أي لاهوتي لا يأخذ الفلسفة على محمل الجد:

"ونتيجة لذلك، وضع تيليك الفلسفة في مقام سامٍ: ‘لا ينبغي أن يؤخذ أي لاهوتي على محمل الجد كلاهوتي، حتى لو كان مسيحيًا عظيمًا وباحثًا عظيمًا، إذا تبين من عمله [بحثه اللاهوتي] أنه لا يأخذ الفلسفة على محمل الجد’. وضد مذهب الإيمانية لمفكرين مثل باسكال، قال تيليك: ‘إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وإله الفلاسفة هو نفسه الله’ ".

استطاع تيليك دمج كل الهرطقات الكريستولوجية (المتعلقة بشخص المسيح) القديمة معًا (الجدير بالذكر أن ريتشارد رور أيضًا أنكر ألوهية يسوع):

"كيف يمكن أن يتجنب تيليك الوقوع في الهرطقات الكريستولوجية القديمة مثل التبنوية والدوسيتية والنسطورية والمونوفيسيتية؟ على الرغم أنه لا يمكن التوفيق إطلاقًا بين وجهات النظر هذه [الهرطقات]، فقد تمكن تيليك من دمجها دون أن يسمو فوقها. فنظرته إلى يسوع تبنوية: يسوع لم يكن أكثر من مجرد إنسان أنجز أمر ما [ثم تبناه الله]. نظرته للمسيح دوسيتية: ‘المسيح’ غير مُطَابِق للإنسان يسوع ولم يحتاج إلى أن يكون يسوع على الإطلاق، لأن بشرية يسوع وتاريخيته تبدوان غير ضروريتان ليكون المسيح. إن الصورة العامة التي يرسمها تيليك ليسوع كالمسيح تبدو نسطورية لكونه يفصل بين الإثنين [يسوع والمسيح]. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، يوجد مَسْحَة مونوفيستية في عقيدة تيليك لأنه يجعل المسيح شيئًا روحيًا خالصًا غير مرتبط بالشخصية التاريخية للإنسان يسوع".

يَرَىَ تيليك أيضًا أنه ليس من الضروري أن يكون يسوع شخصية تاريخية حقيقية لكي تؤمن بالمسيح، فيسوع التاريخي شئ، والمسيح الذي حقق "الكينونة الجديدة" شئ آخر (ريتشارد رور أيضًا دق إسفينًا بين يسوع الناصري والمسيح الكوني):

"يؤمن المسيحيون بأن هذا الكائن الجديد ظهر في حياة وموت يسوع الناصري. بالنسبة لتيليك، فإن إسم وتفاصيل حياته غير مهمة نسبيًا. لقد احتج تيليك بأنه إذا كان يجب على النقد التاريخي أن يصل إلى الإستنتاج بأن الإنسان يسوع الناصري لم يوجد قط، فلن يتأثر الإيمان بحضور الكائن الجديد. فقد أوضح تيليك أن ‘المشاركة، وليس الحجة التاريخية’ هي التي ‘تضمن واقعية الحدث الذي تقوم عليه المسيحية. إنها تضمن حياة شخصية انتصر فيها الكائن الجديد على الكائن القديم. لكنه لا يضمن أن اسمه يكون يسوع الناصري’ ".

ورغم حديث تيليك عن الله إلا أن النقاد اتهموه بالإلحاد:

"خلقت عقيدة تيليك عن الله جدلاً أكثر من أي مجال آخر في لاهوته. حيث أن الكثير من الجدل نتج بسبب تصريحه المعروف: ‘الله غير موجود. فهو نفسه الكينونة فيما وراء الجوهر والوجود. لذلك فالقول بأن الله موجود هو بمثابة إنكاره’. وقد نشأ بعض الغضب من ذلك التصريح من سوء فهم اختزالي لإستخدام تيليك التقني لمصطلح الوجود، الأمر الذي أدى إلى الانطباع بأن تيليك كان ملحدًا. ومع ذلك، فقد احتج بعض النقاد الأذكياء أنه على الرغم من كل حديث تيليك عن الله كالكينونة نفسها، إلا أنه كان ملحداً".

بول تيليك لم يؤمن بالقيامة الجسدية:

"لا ينبغي أن يفاجئنا الأمر بالمرة أن تيليك أنكر قيامة يسوع الجسدية. وبدلاً من ذلك فَضَّلَ "نظرية الاسترجاع": حيث أدى تأثير الوجود الجديد على التلاميذ إلى ‘استعادة يسوع لكرامة المسيح في عقول التلاميذ’ بعد موت يسوع. بالمثل، حاول تيليك جَعْل رموز وجود يسوع المُسْبَق كاللوجوس وميلاده العذراوي، الصعود والمجئ الثاني أمور ‘غير حرفية’ ".

يبدو أنه يوجد تشابه كبير بين هرطقات تيليك ورور، على الأقل فيما يتعلق بالكريستولوجي، إلى الحد الذي يمكننا معه القول أن هرطقات رور هي بمثابة إعادة تدوير لنفس النفايات التعليمية لتيليك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس