يسوع المخلص والديّان في أحداث الخروج



ثلاثة نصوص في العهد الجديد تؤكد لنا أن يسوع هو ذاته يهوه الذي كان فاعلاً في أحداث الخروج. قبل أن نقول ما هي تلك النصوص، فإن التأكيد على هذا الحق له قيمة فيما يتعلق بالرد على الادعاءات بأنه يوجد تناقض أو تنازع بين صورة الله في العهد القديم وصورته التي رسمها يسوع في العهد الجديد. الصورة واحدة ولكن في ظل تدبيرين مختلفين. فيسوع المسيح مخلص وديان في كلا العهدين. وهذا يتضح لنا من النصوص الآتية:

"فأريد أن أذكركم، ولو علمتم هذا مرة، أن يسوع بعدما خلّص الشعب من أرض مصر، أهلك أيضًا الذين لم يؤمنوا" (يهـ ٥).

هذا النص جاء في ترجمة فانديك "أن الرب بعدما خلّص الشعب ...". إلا أن هناك الكثير من الترجمات الإنجليزية الحديثة والقيمة أوردته "يسوع بعدما خلص الشعب ...". مثل: ESV ، NET LSB ، LEB ، NLT . يقول هامش ترجمة NET عن هذا العدد أن القراءة "يسوع بعدما خلّص الشعب" هي القراءة الأصعب لكونها تتضمن يسوع فاعلاً في التاريخ الأولي لإسرائيل. وهذا يعني أن الميل لدى نُسَّاخ العهد الجديد كان هو عدم استساغة التعبير "يسوع بعدما خلّص الشعب" فقاموا باستبداله بـ "الرب بعدما خلّص الشعب". والقراءة الأصعب هي الأكثر ميلاً لأن تكون صحيحة. فضلاً عن ذلك هناك أيضًا الكثير من المخطوطات القديمة تشهد لصحة القراءة "يسوع". كما أن يهوذا، بالاتساق مع ذلك، يقول في العدد السابق (٤) أن يسوع هو الله "ينكرون سيدنا وربنا الوحيد، يسوع المسيح" (هكذا يبنغي أن تكون القراءة الصحيحة).

كما أن كون الرب يسوع المسيح هو ذاته الإله المخلص والديان في أحداث الخروج يتأكد لنا من نصين آخرين في العهد الجديد. ففي سفر الأعمال، يقول لوقا أن الذي كلم موسى في جبل سيناء كان هو الملاك، أي ملاك الرب (خر ٣ : ٢). ونعلم أن ملاك الرب، وهو مصطلح يعني "مُرسل من الرب"، يشير إلى الظهورات المسيانية قبل التجسد. فالابن دائمًا هو المرسل من الآب:

"هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية، مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء، ومع آبائنا. الذي قبل أقولاً حية ليعطينا إياها" (أع ٧ : ٣٨).

والنص الأخير هو قول بولس أن الصخرة التي خلصت اليهود في البرية، بإجراء العجائب لهم، هو الرب يسوع المسيح نفسه: "وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" (١ كو ١٠ : ٤).

وبهذا، طبقًا للنصوص السابقة، فإن الرب يسوع المسيح هو ذاته الذي أنزل الضربات العشر على المصريين وآلهتهم، وهو الذي خلّص الشعب من مصر وصعاب البرية، وهو ذاته الذي أهلك اليهود الذين لم يؤمنوا في البرية. "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب ١٣ : ٨).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس