كيف صار المسيح إنسانًا؟


شَرْح اللاهوتي المُصْلَح جيمز فيشر (١٦٩٧ – ١٧٧٥) للتجسد بطريقة السؤال والجواب

كيف صار المسيح، بكونه ابن الله، إنسانًا؟ الجواب: المسيح، ابن الله، صار إنسانًا، إذ اتخذ لنفسه جسدًا حقيقيًا وروحًا عاقلة، حُبل به بقوة الروح القدس، في بطن العذراء مريم، وَوُلد منها، ولكن بلا خطية. (دليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر)

س ١: هل اتخذ المسيح شخصية إنسان؟
ج: لا، لقد اتخذ الطبيعة البشرية، ولكن ليس شخصية الإنسان (عب ٢ : ١٦).
س ٢: هل كانت للطبيعة البشرية للمسيح شخصية مميزة خاصة بها؟
ج: لا، لم توجد الطبيعة البشرية للمسيح لحظة واحدة بمفردها (لو ١ : ٣٥).
س ٣: ما هو سبب عدم وجود الطبيعة البشرية للمسيح بمفردها؟
ج: لأنه تم تشكيلها واتخاذها في وقت واحد، في الوقت الذي اتحدت فيه النفس بالجسد، فوُجدا النفس والجسد معًا في شخص (أقنوم) ابن الله.
س ٤: كيف جاءت الطبيعة البشرية لتوجد في شخص الابن؟
ج. هَيَّأَ وكَيَّفَ الثالوث الأقدس الطبيعة البشرية للابن. لكن اتخاذها، في وجود شخصي مع ذاته، كان فعلًا تفرد الابن (عب ٢ : ١٤، ١٦).
س ٥: بما أن الطبيعة البشرية للمسيح ليس لها شخصية خاصة بها، أليست بذلك تعتبر ناقصة أكثر من البشر الآخرين، في حين أن جميع البشر هم أشخاص؟
ج: الطبيعة البشرية للمسيح بعيدة كل البعد عن كونها ناقصة، فبسبب عدم وجود شخصية خاصة بها، إلى درجة أنها أكثر كمالًا وامتيازًا بشكل لا يوصف عن سائر البشر، فهي توجد في الله، أو في أقنوم إلهي، ولذلك فهي أكثر نبلاً وامتيازًا بما لا يقاس إذا وُجدت بمفردها.
س ٦: أين تكمن الكرامة المتميزة والتي لا نظير لها للطبيعة البشرية للمسيح؟
ج: في كونها موجودة في الأقنوم الثاني لله، باتحاد شخصي لا ينفصم.
س ٧: ما الفرق بين الطبيعة البشرية والشخصية الإنسانية؟
ج: الشخصية الإنسانية توجد بذاتها. لكن الطبيعة البشرية توجد في شخصية الإنسان.
س ٨: عندما صار المسيح إنسانًا، هل أصبح شخصًا آخر عما كان عليه من قبل؟
ج: لا؛ لم يكن هناك تغيير في شخصه، لأنه اتخذ طبيعتنا بشخصيته (أقنومه) السابقة التي كانت لديه منذ الأزل.
س ٩: ما هو السبب في أن اتخاذ الطبيعة البشرية لم يُحدث أي تغيير في شخص الابن الإلهي؟
ج: لأن الطبيعة البشرية التي اتخذها المسيح كانت بدون شخصية بشرية.
س ١٠: هل من المناسب أن نقول إن الطبيعة البشرية موجودة في الطبيعة الإلهية أم في شخص المسيح الإلهي؟
ج: الأصح أن نقول إنها توجد في شخص المسيح الإلهي، لأن الطبيعتان مميزتان، ولكن الشخصية واحدة. وقد كانت الطبيعة الإلهية فقط، كما تجد كمالها في الأقنوم الثاني، هي التي اتخذت الطبيعة البشرية في اتحاد شخصي.
س ١١: ألا نستطيع أن نقول، باتساق مع الحق، أن الإنسان المسيح يسوع هو الله؟
ج: بالتأكيد يجوز لنا، لأننا في هذه الحالة نتحدث عن الشخص الذي يتضمن الطبيعة البشرية.
س ١٢: لكن هل يمكننا أن نقول، باتساق مع الحق، أن المسيح يسوع، كإنسان، هو الله؟
ج: لا، لأننا في هذه الحالة نتحدث فقط عن الطبيعة البشرية التي لا تشمل شخصه الإلهي.
س ١٣: ما هي الطبيعة البشرية، أو مما تتكون؟
ج: تتكون من جسد حقيقي وروح عاقلة، يمتلكها آدم الأول، وكل رجل وامرأة ينحدران منه.
س ١٤: هل كان يمتلك فادينا دائمًا جسدًا حقيقيًا وروحًا عاقلة، موجودان في شخصه (أقنومه) الإلهي؟
ج: لا، إلى أن جاء ملء الزمان، ثم اتخذ لنفسه جسدًا حقيقيًا وروحًا عاقلة.
س ١٥: كيف تثبت أنه اتخذ هذه الطبيعة البشرية لنفسه؟
ج: من عبرانيين ٢: ١٤ ، ١٦ "لأنه حقًا ليس يمسك الملائكة، بل يمسك نسل إبراهيم".
س ١٦: لماذا يُقال أن المسيح اتخذ لنفسه جسدًا حقيقيًا؟
ج: لإثبات أن لديه لحمًا وعظامًا حقيقية، كما لدينا (لو ٢٤ : ٣٩)، وأنه لم يكن، كما زعم بعض الهراطقة القدماء، مجرد شكل ومظهر لجسم الإنسان.
س ١٧: كيف يظهر أن له جسدًا حقيقيًا وكاملاً، مثل غيره من البشر؟
ج: دُعى إنسان، وابن الإنسان (مز ٨٠ : ١٧)، حُبل به وَوُلِدَ (مت ١ : ٢٠، ٢٥)، كان خاضعًا للجوع والعطش والتعب مثل غيره من البشر، صُلب ومات ودُفن وقام مرة أخرى. الأمور التي لا يمكن تأكيد أي شيء منها إذا لم يكن لديه جسد حقيقي.
س ١٨: ألم يكن لديه نفس عاقلة وجسد حقيقي؟
ج: نعم، وإلا لكان مفتقرًا للجزء الأساسي المكون من الطبيعة البشرية. بالاتساق مع ذلك نقرأ أن "روحه كانت حزينة جدًا، حتى الموت"(مت ٢٦ : ٣٨).
س ١٩: لماذا لم يُخلق الجسد البشري على الفور من لا شيء، أو من تراب الأرض كما خُلِقَ جسد آدم؟
ج: لأنه في هذه الحالة، على الرغم من أنه كان سيحصل على جسد حقيقي، إلا أنه لن يكون قريبًا لنا، عظم من عظامنا ولحم من لحمنا.
س ٢٠: هل أحضر المسيح طبيعته البشرية من السماء؟
ج: لا، لأنه كان "نسل المرأة" (تك ٣ : ١٥).
س ٢١: فكيف يُقال، إذًأ، في (١ كو ١٥ : ٤٧) أن "الإنسان الأول من الأرض ترابي. الإنسان الثاني الرب من السماء"؟
ج: المعنى البسيط هو أن الإنسان الأول حصل على أصله من الأرض. أما الإنسان الثاني، فمن حيث طبيعته الإلهية، هو السيد رب السماء والأرض، الأزلي الكائن بذاته، المساو للآب. وفيما يتعلق بطبيعته البشرية، كان هناك توافق مجيد للثالوث الرائع، في تكوينها، أكثر منه في خلق آدم الأول.
س ٢٢: ما هو الدور الفريد لكل أقنوم من الثالوث المجيد في عمل التجسد العظيم؟
ج: الآب أَعَدَّ جسدًا أو طبيعة بشرية له (عب ١٠ : ٥)، والروح القدس شَكَّلَهَا، بقوته التي ظَلَّلَتْ العمل، من جوهر العذراء (لو ١ : ٣٥)، والابن اتخذ الطبيعة البشرية بأكملها لنفسه (عب ٢ : ١٤، ١٦).
س ٢٣: لماذا وُلد المسيح من عذراء؟
ج: حتى تُوجد الطبيعة البشرية مرة أخرى في نقائها الأصلي، ولكي يتم تقديمها إلى الله كطبيعة نقية كما كانت عند خلقها، خالية من عدوى الخطية الأصلية، والتي تم نقلها إلى ذرية آدم كلها عن طريق التناسل الطبيعي.
س ٢٤: هل كان من الضروري أن يُحْبَلُ بالمسيح ويُولد بلا خطية؟
ج: كان من الضروري للغاية، لأنه (أولاً) كان يجب للطبيعة البشرية أن توجد في اتحاد مع شخص ابن الله، و(ثانيًا) لأنها كانت ستصبح ذبيحة عن الخطية، وبالتالي يجب أن تكون بلا عيب (عب ٧ : ٢٦).
س ٢٥: ما الفائدة أو الميزة التي تعود علينا من القداسة المطلقة للطبيعة البشرية للمسيح؟
ج: القداسة المطلقة لطبيعته البشرية تُحسب إلينا كجزء من بره (١ كو ١ : ٣٠)، وهو عربون أكيد لتقديسنا الكامل في النهاية (كو ٢: ٩ – ١٠).
س ٢٦: أليست العذراء مريم، والدة ربنا، خاطئة مثل غيرها؟
ج: نعم، لأنها نسل آدم بواسطة التناسل الطبيعي. وبخها المسيح لأنها تجاوزت مجالها (يو ٢ : ٤)، وكانت بحاجة إلى مُخَلِّص مثل باقي البشر، وآمنت به للخلاص من الخطية (لو ١ : ٤٧).
س ٢٧: ماذا يترتب بالضرورة على اتحاد الطبيعتين؟
ج: يترتب على ذلك نقل خصائص كل طبيعة إلى الشخص بأكمله.
س ٢٨: كيف يطبق الكتاب المقدس نقل الخصائص هذا إلى شخصه؟
ج: بنسبة ما ينتمي إلى إحدى طبيعتيه إلى شخصه.
س ٢٩: كيف يصور الكتاب المقدس هذا الأمر؟
ج: إنه يوضحه هكذا: على الرغم من أن الطبيعة البشرية فقط هي التي تألمت، إلا أنه يُقال "كنيسة الله التي اشتراها بدمه" (أع ٢٠ : ٢٨)، وعلى الرغم من أن الطبيعة البشرية فقط هي التي صعدت إلى السماء، إلا أنه بسبب الاتحاد الشخصي، يُقال إن الله صعد بهتاف (مز ٤٧ : ٥).
س ٣٠: هل يمكن لفكرة خيالية عن المسيح، كإنسان، أن تساعد بأي شكل من الأشكال على الإيمان بكونه الله–الإنسان؟
ج: ما أبعدها أن تكون مفيدة بأي شكل من الأشكال، بل هي مؤذية بكل الطرق، لأنها تُحَوِّلُ العقل من موضوع الإيمان إلى موضوع للشعور، والذي بواسطته لا يمكننا تصديق أي حقيقة مهما كانت إلهية أو بشرية، لكون الإيمان مؤسسًا فقط وبشكل كلي على الشهادة.
س ٣١: كيف يمكن إذًا أن نتصور شخص المسيح، الله–الإنسان؟
ج: لا يمكن تصوره إلا بالإيمان والفهم الروحي. أو "بروح الحكمة والإعلان في معرفته" (أف ١ : ١٧).
س ٣٢: ما هي الفائدة التي يمكن أن نجنيها من تجسد المسيح؟
ج: أن نخصصه لأنفسا، بفضل لبسه طبيعتنا، قائلين "يُولد لنا ولد، ونُعْطَى ابنًا" (إش ٩ : ٦)، أو، وهو نفس الشيء، أن نتبع نموذج راعوث في الاستلقاء عند قدمي بوعزنا المبارك، قائلين "ابسط ذيل ثوبك عليّ"، أي خذني، أنا الخاطئ المفلس، إلى علاقة اتحاد بك "لأنك وَلِيٌّ" (راعوث ٣ : ٩).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس