نسطورية القس سامح موريس


يوجد بيننا كبروتستانت نساطرة كثيرون معاصرون، يفصلون بين طبيعتي المسيح، سواء عند الحديث عن ولادته أو تجربته في البرية أو موته. يؤكدون على أن يسوع وُلِد أو جُرِّبَ أو صُلِبَ فقط كإنسان. لكن هذا خطأ. لأن طبيعة اللاهوت اشتركت في كل شيء فعله المسيح كإنسان. أي شيء بشري فعله المسيح، اشتركت فيه الطبيعة الإلهية. إن كان المسيح وُلِد كإنسان، فاللاهوت أيضًا اشترك في ذلك. وكل شيء فعله المسيح كإله، مثل المعجزات، اشتركت الطبيعة البشرية فيه.

في هذا الفيديو الخطير، يدمج سامح موريس مجموعة من الهرطقات الكريستولوجية معًا. بدءًا من النسطورية، بالقول أن مَنْ وُلِدَ من العذراء ليس المسيح كإله، بل كإنسان فقط. الأمر الذي يعني أنه لم يصر إلهًا إلا بعد ولادته. وحينها يثور السؤال: عند أي نقطة من حياته، وبعد ولادته، صار إلهًا؟ الثانية هي الأبولينارية، والقائلة بأن يسوع لم يكن له روح (أو عقل) بشري. أكد موريس في الفيديو أن المسيح ليس مثلنا له روح بشرية، بل روح الله الذي حل في جسده. أن تقول أن المسيح لم يكن له روح أو عقل بشرية فهذا يعني أنه لم يكن له طبيعة بشرية حقيقية كاملة. وهذا يصل بنا إلى الهرطقة الدوسيتية (الثالثة)، أي أنه بدا كإنسان ولكنه لم يكن كذلك. الهرطقة الرابعة هي التبنوية، وهي أن اللاهوت حل عليه فيما بعد باختياره ابنًا لله الآب. وقد علَّم الإبيونيون والغنوصيون بأن اللاهوت حلَّ على يسوع في المعمودية. 

أردت فقط تقديم هذا الفيديو كإثبات على تفشي النسطورية، وما يصاحبها من هرطقات أخرى كالأبولينارية والتبنوية، وكيف أننا ككنيسة في حاجة ماسة إلى حماية عقيدة إتحاد الطبيعتين في المسيح قبل ولادته. والمصطلح التاريخي ثيؤطوكوس، أي والدة الإله، يساعدنا على هذه المهمة. ولا سيما أن الكنيسة التاريخية قد علّمت به. وأقر به المصلحون البروتستانت مثل لوثر وزوينجلي ودافع عنه بحماس فرانسيس توريتن. 

يجد الكثير من البروتستانت اليوم غضاضة في استعمال مصطلح "والدة الإله" (ثيؤطوكوس). إلا أنهم مخطئون في ذلك. لأن المصطلح وإن كان قد أسيء استعماله فيما بعد، إلا أنه يلخص ويعبر عن مفهوم كتابي جدًا. فقد دُعِيَت مريم "أم الرب" والمسيح بعد في رحمها. يخبرنا البشير لوقا أن أليصابات دعت مريم "أم ربي" (لو ١ : ٤٣). وتعبير "أم ربي" (ها كوريوس مو) يشمل اللاهوت. عندما تَرْجَمَتْ السبعينية اسم "يهوه" في العهد القديم ترجمته إلى "كوريوس" (رب). وقد سار كتبة العهد الجديد على هذا النهج عند كتابتهم لنصوص العهد الجديد. فترجموا نصوص العهد القديم التي جاء فيها إسم "يهوه" إلى "كوريوس" (أي رب). مثل "قال الرب (يهوه) لربي (أدون)" في مزمور ١١٠ : ١ والتي تُرجمت في السبعينية إلى "ها كوريوس تو كوريو". وقد وردت في متى "قال الرب (كوريوس) لربي (كوريون)" (مت ٢٢ : ٤٤).

إن رفض مصطلح "والدة الإله" (ثيؤطوكوس) من قبل البروتستانت لا يوجد ما يبرره كتابيًا أو تاريخيًا. للمزيد عن مصطلح "ثيؤطوكوس" أو "والدة الإله" أنقر هنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس