التطبيقات الرعوية لسلسة نسب المسيح في متى ١

لا شك أن مشكلة اقتطاع الآيات من سياقها مشكلة حقيقية، لكن هذا في حد ذاته ليس مسوغًا للقول أنه لا توجد أبعاد تطبيقية لأي نص كتابي.

كل سفر من أسفار الكتاب المقدس كُتب لجمهور معين في ظروف معينة.

لو كان المنطق أنه لا يجوز تطبيق آية بعينها علينا لأنها أتت في سياق معين، فالكتاب المقدس كله لا يلزمنا لأنه بأكمله مكتوب في سياقات معينة.

صحيح أن هناك تطبيقات خاطئة، لكن هذه التطبيقات الخاطئة لا تلغي وجود التطبيقات الصحيحة. ما قيمة اللاهوت الرعوي Pastoral Theology لو لم يكن لكل نص كتابي تطبيق لحياتنا؟

خذ مثلاً نص سلسلة نسب المسيح في متى ١ والتي قد تبدو لنا بلا قيمة تطبيقية.

إن أول ما يخبرنا عنه هذا النص هو أمانة الله لوعوده، وكيف حفظ الله وعوده للآباء عبر الأجيال بمجئ المخلص.

إن سلسلة نسب المسيح في متى ١ تشهد أيضًا عن سلطان الله. فمن خلال إرادات البشر بالتزاوج والتناسل حقق الله مشيئته المحتومة.
ولا تستطيع أن تتكلم عن سلطان الله دون أن تشير إلى قوته. هناك ملك له سلطة لكن بلا فاعلية، وهناك ملك مغتصب للسلطة بدون قانونية. لكن الله له سلطان وقوة. الله متحكم في التاريخ لأنه صاحبه.

سلسة نسب المسيح في متى ١ تحدثنا أيضًا عن أناة الله عبر الأجيال. إن الله لا يعمل أمرًا بالعجلة. بل يقوم بالإعداد لكل عمل يعمله.

سلسلة نسب المسيح تخبرنا عن حكمة الله أيضًا. فالتاريخ لا يسير بعشوائية، أو أننا يمكن اختزاله في دورات متكررة من التزاوج والتناسل. لكن يسير في توجه خطي نحو غاية معينة محددة سلفًا من قبل الرب.

أخيرًا وليس آخرًا، تخبرنا سلسلة نسب المسيح عن طبيعة الله المُحِبَّة للشركة. لقد دخل الله التاريخ البشري متخدًا لنفسه طبيعة بشرية إلى الأبد. عمانوئيل الذي خَيَّمَ بيننا إلى الأبد.

إن رأيت في سلسلة نسب المسيح فقط سجل تاريخي بالآباء الذين جاء المسيح من نسلهم، فقد فاتك الكثير مما يريد الله أن يقوله لك من خلال كلمته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس