يسوع الطوبى والويل

شوهوا صورة يسوع، واختزلوها في المحبة دون الغضب، والرحمة دون العدل، والتسامح دون الحزم، واللطف دون الصرامة، والرقة دون القوة. دقوا بين يسوع ويهوه إسفينا.

لكن يسوعهم ليس يسوع المكتوب. بل صنعوه على صورة فسادهم العقلي والقلبي. فشوهوا جمال تكامله وتوازنه الأدبي.

يسوع المكتوب:

نطق بالطوبى للجياع والعطاش إلى البر، وزمجر بالويل للشباعى والأغنياء والضاحكين والمرائين وللذين يقول فيهم جميع الناس حسنا.

امتدح ذوي الإيمان، ووبخ قليلي الإيمان.

بسط يديه قائلا تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين، وسيرفع صولجانه وصوته في آذان من لم يعرفهم قائلا: اذهبوا عني يا ملاعين.

وصف أتباعه بالخراف، وآخرون بالذئاب والثعالب.

علّم بأن ملائكة المؤمنون به ينظرون وجه الآب، ووصف آخرون بأنهم شياطين ومن أب هو إبليس.

صنع طينا ليطلي به عيني الأعمى لشفائه، وضفر سوطا من حبال لطرد التجار من بيت أبيه.

قال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا دون خسارة مادية، وسمح للشياطين بالدخول في الخنازير فسقطت في الماء وخسر أصحابها ثمنها.

بكى على أورشليم، ونطق عليها بالدينونة والخراب.

أطعم الجموع لئلا يخوروا في الطريق، ووبخ شهوانية ومادية من تبعوه لأنهم أكلوا من الخبز فشبعوا.

خلق التينة، ولعنها لأنه لم يجد بها ثمارا.

انحنى إلى الأرض لغسل أرجل تلاميذه، وفي نفس الليلة أيضا عند القبض عليه، وعندما أجاب من أتوا لإلقاء الأيدي عليه قائلا: "أنا هو" (يهوه)، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض.

أعطى تلاميذه الإرسالية العظمى، وحثهم على أن ينفضوا عنهم تراب المدينة التي لا تقبلهم.

ذهب ليعد مكانا لأحبائه، وحذر الأشرار من موضع العذاب.

يسوع هو كل ما سبق. ذلك لأنه حمل وأسد. مخلّص وديّان. خادم وملك. محام وقاض. وديع وحازم.


هذا فقط هو يسوع المكتوب. وذلك وحده هو المسيح الكامل وغير المنقوص.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس