الخطية والكفارة والغفران ... مفهوم مترابط ومتمركز حول الله


يصف الكتاب المقدس الخطية على أنها شئ يُفعل أمامه، وشر في عينيه، لذلك نجد "عَمِلَ الشر في عيني الرب" عبارة تتكرر كثيرًا في العهد القديم (عدد ٣٢ : ١٣، تث ١٧ : ٢، ٢ صم ١٢ : ٩، مز ٥١ : ٤).‏

والتكفير (كَفَر) عن الخطية هو تغطية لها بالدم فلا يعود يراها الرب بل يرى الدم فوقها (لا ١٧ : ١١). والتكفير أيضًا هو تغطية لغطاء التابوت الذي يحوي لوحي ‏الشريعة الماثلان أمام الله (لا ١٦ : ١٤ – ١٥). ‏

الغفران هو ستر الخطايا (مز ٣٢ : ١، ٨٥ : ٢)، وطرحها وراء ظهر الرب (إش ٣٨ : ١٧)، وطرحها في البحر (ميخا ٧ : ١٩)، فلا يعود ‏ويذكرها (إش ٤٣ : ٢٥، عب ٨ : ١٢‏).

وهذا المفهوم للخطية والكفارة، ليس فقط مفهومًا مترابطًا، بل أيضًا متمركز حول الله. فالخطية موجهة إليه، و هي شرّ يُفعل في عينيه، وتعدي على ناموسه. أما التكفير فهو تغطية الخطية بالدم من خلال ‏الاسترضاء، واستيفاء لمطالب ناموسه البار. وكنتيجة لذلك عندما يغفرها الرب فهو يسترها تحت الدم. ويطرحها وراء ظهره ويطرحها في البحر فلا يعود يذكرها.

ولهذا فإن الدينونة عكس التغطية والستر، إنها استعلان عدل الله واحضار كل عمل، وكل خفي إلى نور قضاءه (جا ١٢ : ١٤، رو ٢ : ٥، ١٦).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس