منهجية الدكتور ماهر صموئيل في التعامل مع الصليب

لاحظ التصريحات الآتية للدكتور ماهر صموئيل عن الصليب:

"الصليب هو لُب الرسالة المسيحية وهو سر عظيم لا نستطيع أن نفهمه بالكامل"
"سأظل طول عمري لا أفهم أبعاد الصليب حتى حينما أذهب إلى الرب هناك"
"هل تعلم يا يسوع أني لا أفهم صليبك"
"عندما قبلت الصليب لا أدعي أني فهمت لكن أزعم أني اختبرت، لقد خلصت لقد شفيت لقد تغيرت لقد صرت إنسانًا أفضل، حرًا حيًا محبًا بسبب الصليب. مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في. أكتر من ٣٥ سنة مرت عليّ منذ أن أحببت المصلوب والتحمت به لا أزعم قط أني أفهم أبعاد الصليب، على مر السنين كنت أختبر أكثر قوة الصليب ... هل كل ما نعرفه نفهمه؟"
له لقاء كامل بعنوان: "سرانية الصليب"

المنهجية التي يتحدث بها الدكتور ماهر صموئيل عن الصليب أقل ما تُصوف بها أنها منهجية لاأدرية. إنه يريد أن ينأى بالصليب عن العقيدة، مثلما يفعل مع باقي العقائد الأخرى، حتى لا يظل لديك سوى اختيارًا واحدًا وهو أن الصليب اختبار (خبرة) وليس عقيدة. الصليب لديه شئ لا يُفهم عقليًا، ولكن يُختبر قلبيًا. طبعًا هذا مأزق مُفتعل. فالصليب هو الإثنان معًا. يُفْهَم عقليًا ويُختبر قلبيًا. صحيح أن عمل الصليب عظيم ولا يُحد، لكن شتان الفرق بين ذلك وبين القول أنه عظيم لذلك لا يُفهم. فهذه ليست اللغة التي يتحدث بها العهد الجديد عن الصليب. الصليب في العهد الجديد هو إعلان الله. نعم هناك عمق وارتفاع وعلو في الصليب لا يُحد، لكن هذا لا ينفي الوضوح الذي فيه. ولا ينفي كونه إعلانًا في الأساس. إن عظمة وضخامة الشمس لا تنفي كونها نورًا. وهكذا الصليب. الغنى الموجود في الصليب لا يعني عدم الوضوح كما يمكن أن توحي الأقوال أعلاه.

يقول بولس: "أما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس ... بر الله بالإيمان بيسوع المسيح ... متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر. ليكون بارًا ويبرر من هو بالإيمان بيسوع" (رو ٣ : ٢١ – ٢٥). لقد استعمل بولس في النص السابق ثلاث كلمات يونانية مختلفة لكي يؤكد على كون الصليب إعلانًا عن بر الله "ظهر ... قدمه ... لإظهار ... لإظهار". في الصليب أعلن الله كيف يمكن أن يُبَرِّرُ الفاجر ويظل الله بارًا أي عادل. وذلك من خلال استيفاء الثمن أو الدين من البديل.

يُعِلِّمُ بولس أيضًا، في كورنثوس الأولى ١، بأن الصليب هو حكمة الله. كاتب العبرانيين بدوره يربط إعلان الابن عن الله (الآب) بعمل الصليب، وكيف أن الابن أعلن الآب لنا من خلال الصليب (عب ١ : ١ – ٣). كل هذه النصوص وغيرها تؤكد أن الصليب إعلان الله لنا عن نفسه. وهو ليس شئ مبهم لا نفهمه.

علينا إذًا أن ننتبه إلى هذه المنهجية اللاأدرية (شكوكية) في التعامل مع الصليب وندرك أن الصليب هو إعلان الله الواضح.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

أربعة أعمدة في رحلة قديس